ينبغي أن تترفع أي وسيلة إعلامية تحترم نفسها وتحترم قراءها عن إثارة النعرات العائلية وتأجيج الخلافات الحمائلية. فحتى لو اضطرت مثلا لنقل خبر عن طوشة أو هوشة أو “شجار عائلي” كما يصفونه (ولا أعرف سببا يضطر لنشر خبر كهذا سوى المنافسة الرخيصة) فينبغي على الأقل، إن لم تملك من الأخلاق شيئا يؤهلها لأن تنبه لأن هذه الطوشات لا تخدمنا بل تشتت شملنا وتسهل كسرنا، إن لم تفعل ذلك، على الأقل أن لا تقوم بصياغة الخبر بصورة من شأنها أن تعمق الخلاف وتزيد من الحقد والكراهية بين أبناء القبيلتين – أقصد العائلتين- المتناحرتين.
هناك موقع واحد هو السباق في هذه القضية المقرفة. فقد اعتدنا من قبل وسائل الإعلام الأخرى (وحتى الصفراء منها) على عدم ذكر اسماء العائلات المتورطة في الشجار، وذلك من باب عدم التشهير والإساءة لسمعة العائلات أولا، وثانيا من باب عدم المساهمة في تعميق الخلاف أكثر وأكثر، كي لا تنتقل الطوشة من الشارع إلى التعليقات التي يقوم ابناء العائلات المتطاوشة بإدراجها كتعقيب على خبر الطوشة. أضف لذلك أن نشر اسماء العائلات لا يفيد قارئ الخبر كثيرا، إلا المتصيدين في المياه العكرة كما يقال.
موقعنا المحبوب يدوس كل هذه الخطوط الحمراء، وينشر بكل وقاحة اسماء العائلات المتشاجرة، وأبدا ما بتفرق مع إدارة تحريره.. وكأن كل المواقع الأخرى لم تمكنها مصادرها من معرفة اسماء العائلات، أما هذا فقد قدر بمصادره الحصرية وتحرياته الخاصة أن يأتي بأسمائها !
كي نجسد ذلك، تناولنا مثالا واحدا هو الشجار المؤسف الذي حصل مؤخرا في مدينة طمرة * .
دعونا نقارن بين المواقع الاخبارية على اختلافها. كلها (أو على الأقل هذه التي فحصتها) تتحفظ من نشر أسماء العائلات المتورطة في الشجار، إلا موقعا واحدا.. هل حزرتموه؟
اضغط على الصور للتكبير، وعلى السهم الأخضر للحجم الأصلي والواضح للصورة…
* لقد كنت شاهدا على إحدى حلقات هذا الشجار حيث كنت مارا في الشارع الرئيسي هناك، في طريقي لتدريس البسيخومتري، حين نشب الشجار في الشارع نفسه، وما آلمني جدا في الحقيقة قيام أحد الشباب بالاعتداء على سيدة مسنة، كانت تصيح بكلام لم افهمه من بعيد، لكن ما رأيته هو أن احد الشباب تقدم من المرأة وركلها (نعم.. ركلها بكل ما تصوره لكم هذه الكلمة من عنف وقسوة وبربرية) ولم يمنعه أو يحول دونه ودون هذه الفعلة الدنيئة الحقيرة أي من الواقفين والمتفرجين وأطراف النزاع، وليس قصدي طبعا أن أسيء للأهل في طمرة، فأمثال هؤلاء موجودون في كل بلد، لكنني بصراحة لم أر مشهدا كهذا من قبل أبدا…
أخي أنا أحرص على متابعة رصدك للإعلام الأصفر ، وقد سجلتُ بريدي الإلكتروني ليصلني جديد الموقع، ولكن للأسف لم يصلني شي 😉 .
حياك الله اخي وجيه. ينبغي أن تقوم بتأكيد طلب انضمامك بعد ملأ نموذج الانتساب ينبغي أن تصلك رسالة على الإيميل الذي ادخلته فيها رابط لتأكيد انتسابك. أرجو من حضرتك المحاولة مرة اخرى.