استطلاعات الرأي غير مهنية أبدا بل هي موجهة فقط للربح المادي
يشارف العام الحالي حسب التقويم الميلادي على الانتهاء. المواقع المحلية لا تترك مناسبة الا وتحاول استغلالها بأي طريقة. ليس المهم بالنسبة لهذه المواقع تقديم المعرفة ولكن الهم الوحيد لها هو استغلال المناسبات والفرص أما الهدف الأساسي من وراء كل ذلك هو جلب عدد أكبر من الزوار وهو ما يعني مزيدا من الربح المادي. طريقة اجراء الاستطلاع العلمية لا تجري بهذه الصورة وهذا الأمر تدركه جميع المواقع ولو سألتهم فسيؤكدون لك على ذلك. لو كانت هذه المواقع تريد مقاربة معرفة الحقيقة واجراء استطلاع يقترب ولو بجزء يسير من استطلاعات الرأي العلمية لسمحوا بالتصويت فقط للقاطنين في الداخل الفلسطيني وتحديد ذلك عن طريق ال ip. هذه المواقع تهتم بشكل كبير في جلب عدد كبير من الزوار ليس المحليين فقط بل أيضا من جميع انحاء العالم وخاصة العالم العربي لأنها تهتم في بث المسلسلات والأفلام والمباريات في بث حي ومباشر بعد أن تقوم بسرقتها من القنوات. لو أن نسبة من هؤلاء دخلوا وشاركوا في التصويت فهل يبقى أي معنى لمثل هذه “الاستطلاعات”. الهدف الوحيد هو احداث معركة فبالتأكيد سيقوم أنصار الحزب الفلاني أو الشخص العلاني بارسال رسائل عن طريق البريد الالكتروني أو الفيسبوك أو الهواتف النقالة للتصويت لذلك الحزب أو الأشخاص من ذلك الحزب وبالتالي سيزيد عدد الزوار لهذه المواقع.
تعالوا بنا الآن نقوم بالاطلاع على هذه الحملة ولنبدأ ببانت:
في رأس القائمة يأتي السؤال عن أفضل عضو عربي في الكنيست. ليس مهما بالنسبة لبانت ان كان العضو من حزب صهيوني أم لا المهم أنه عربي. هنا بالتحديد صدقت بانت وهي حالة نادرة في هذا الموقع لأنه لا فرق بين العضو في الكنيست ان كان من حزب عربي او حزب صهيوني فبتالي هم أعضاء في مؤسسة صهيونية. الاثنان لهما الحق في الصياح من على منبر الكنيست وبعد الانتهاء من الصراخ وبعد أن تنطفئ عدسات الكاميرات يتحول الصراخ الى توزيع الابتسامات !
الأحداث المهمة.. أين هي؟
في بانت يهتمون جدا باختيار الكلمات وهذا ما هو واضح بشكل كبير من خلال السؤال الثاني حول أبرز الأحداث في الوسط العربي. لم أر من بين الاختيارات على سبيل المثال محاولة المأفون مارزل وزمرته بتدنيس مدينة أم الفحم أو الاعتقالات السياسية.. فهذا ليس حدثا هاما في سلم أولويات بانت انما الأحداث المهمة هي حوادث السرقة والطرق.
تهويد القدس وحفريات المسجد الأقصى ليست أحداثا مهمة بالنسبة لبانت وظاهرة الابعاد عن المسجد الأقصى ليست حدثا مهما بالنسبة لبانت وظاهرة تهويد الجليل والنقب ليست أحداثا مهمة بالنسبة لبانت وظاهرة هدم قرية العقاريب وترحيل أهلها وانشاء أول مخيم للاجئين في مدينة اللد ليس حدثا مهما واصدار القوانين العنصرية ضدنا ليست أحداثا مهمة وظاهرة تدريب الجيش في مدننا وقرانا ليست أحداثا خطيرة ومهمة بالنسبة لبانت ولا ادخال وحدات المستعربين واعتقال القاصرين والاعتداء عليهم والقائمة تطول ولكن كل هذه الأحداث ليست مهمة بالنسبة لبانت….. هي هكذا بانت حتى في استطلاعات الرأي تسعى الى نشر الجهل والسطحية وحقا هناك مواقع تحترم عقل المتصفح وهناك مواقع لا تعرف معنى الاحترام لتتحلى بهذه الصفة.
السرقة بالنسبة لبانت ليست عملا همجيا كما هو الحال بالنسبة لقتل النساء مثلا فقد اهتمت أن تلازم هذه الصفة لمثل هذه الأعمال. المفارقة العجيبة والغريبة هي أن بانت تضع الاستيطان من الخيارات لأهم الأحداث في الوسط العربي.
والشخصية الفلسطينية؟
بالنسبة للسؤال حول الشخصية التي كان لها تأثير في الحلبة الفلسطينية فلا يوجد ضمن الخيارات على سبيل المثال أي امرأة والأهم من كل ذلك أن بانت أرادت من هذا السؤال اشعال الحرب بين أنصاء حركتي حماس وفتح فالتصويت هو على قادة من حماس وفتح ومن الأمور الغريبة بأن الشخصيات أو شبه الشخصيات المذكورة في الخيارات هي غزية ولا يوجد أي شخصية من الضفة الغربية سوى مروان البرغوثي الذي يقبع خلف السجون الاسرائيلية !
لا تعتبرنا بانيت جزءا من الشعب الفلسطيني ولم ألاحظ أي شخصية من الداخل الفلسطيني ضمن قائمة خيارات السؤال حول الشخصية الفلسطينية التي كان لها تأثير على الحلبة الفلسطينية ! طبعا بالنسبة لبانت فنحن خارج الحلبة الفلسطينية !
أفضل شركة خليوية
استطلاع رأي غريب وعجيب في بانت هو حول أفضل شركة خليوية لهذا العام ومن ضمن الخيارات شركتي جوال والوطنية للاتصالات وهي شركات تقدم خدماتها في الضفة الغربية وغزة على عكس الشركات الاسرائيلية فكيف يمكن هنا اختيار الأفضل؟ كان يجب على بانت أيضا اضافة خيارات أخرى لشركات الاتصال في الأردن أو أمريكا مثلا. ولكن من يدري لعل بانت حريصة على أن لا تنقطع الاتصالات بين الفلسطينيين والاسرائيليين !
الفن
بانت لا تعد النشيد الاسلامي ضمن قائمة الفن فلم أجد اسما واحدا لأي من المنشدين أو فرق الانشاد الاسلامي الهادف ضمن خيارات السؤال حول أفضل فنان فحسنا فعلت لأنه شتان ما بين الفن الهادف “والفن” الهابط.
هل تعتبر بانت السيارات الشعبية هي التي تقوم بالاعلان في صحيفتها أو موقعها ؟ لا أعتقد بأن سيارات مثل المرسيدس والبي ام والأودي سيارات شعبية لأن هذه السيارات باهظة الثمن وهذا ما يقوله عنها مصنعوها والسيارة التي يطلق عليها سيارة شعبية هي Volkswagen كما هو واضح من معنى الاسم !
وبطبيعة الحال لم تغفل بانت عن السؤال حول أهم فنان وأهم فنانة من العالم العربي وبدون أدنى شك كل سؤال يأتي منفصلا عن الآخر !
والحفلات قادمة
حملة نهاية العام مستمرة وستكون بكل تأكيد حصرية في بانت ولن تفوت الفرصة في بث كل الحفلات ببث حي ومباشر وكاميراتها منتشرة هناك لالتقاط الصور وخاصة للفتيات والنساء
كنت أنوي كتابة تدوينة واحدة أتعرض فيها الى حملة استطلاعات الرأي في جميع المواقع ولكني سأخصص ان شاء الله للحملة في العرب والصنارة وبكرا تدوينة منفصلة.
TEST