فيما يلي مثالين على عدم استحياء الاعلام الاصفر من أن يكون بوقا ينعق بأكاذيب المؤسسة الاسرائيلية التي لا يختلف اثنان في توجهها العنصري القمعي للوجود العربي في البلاد.
المثال الأول الصورة في اليسار، خبر من بانيت
ما رأيكم؟
أولا، يجب أن لا يتبنى بانيت وغيره الرواية الاسرائيلية التي يعرف القاصي والداني والاسرائيليون أنفسهم انها رواية ملفقة بامتياز.
ثانيا، وحتى لو اصرت بانيت على نقل بيان المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية، فإن النزاهة الصحافية (لم أقل الانتماء الوطني)، تستوجب أن تذكر أيضا الرواية الثانية، وهي رواية اسطول الحرية والقائمين عليه وركابه، خاصة وأن مالك موقع بانيت، السيد بسام جابر، كان في ليبيا بصحبة مجموعة بارزة منهم هي وفد لجنة المتابعة. وذلك مثلا، من خلال القول “هذا وينفي ركاب اسطول الحرية ما جاء على لسان اسرائيل ويؤكدون انهم لم يحملوا أي سلاح ولم يخططوا للهجوم وأن ما فعلوه كان دفاعا عن النفس في وجه الرصاص والغاز السام والقنابل الذي اطلقه الجنود الاسرائيليون.
وثالثا، ما هي أهمية ان يوضع علم إسرائيل وبالحجم الكبير في نهاية الخبر؟؟؟ أليس هذا جزءا من الغسيل الدماغي؟ ومعروف أن التعرض الدائم لعنصر معين سيجعله مع الوقت أمرا مألوفا ومقبولا، وليس دخيلا ومنكرا كما يجب أن يكون.
المثال الثاني، من موقع العرب
قضية الشهيد زياد الجيلاني والذي تمت تصفيته بدم بارد قبل حوالي الشهر في القدس المحتلة، هي قضيت تفاعلت بسرعة، كانت آخر تطوراتها أن قام الجندي الذي اطلق الرصاص على الشهيد الجي لاني من مسافة صفر مع انه كان جريحا ينزف على الأرض، قام بتمثيل الجريمة كما نفذها. ومن شهادات كل شهود العيان تبين أن الشهيد لم يقم بدهس أو بمحاولة دهس الجنود، بل هو نفسه قد اصيبت سيارته بحجارة القاها متظاهرون على الشرطة، ولذلك هرب بسيارته من المكان، وحينها لحقه جنود حرس الحدود وامطروه بالأعيرة النارية وبعد ان اصيب وسقط أرضا اطلقوا الرصاص على رأسه تحت أعين سكان حي “حوش الهدمة” في القدس…
لاحظوا كيف يتبنى موقع العرب الرواية الاسرائيلية بحذافيرها، ويحاول أن يظهر كما ظهر الثعلب في ثياب الواعظين، حيث يقول إنه “الشهيد” .. بعد أن يقول انه لم ينصع للشرطة وحاول دهس افرادها..
لو كنت محرر الاخبار في موقع العرب، ولدي بعض من انتماء وطني.. لكنت قلت في العنوان “استشهاد شاب مقدسي بعد اطلاق حرس الحدود النار عليه” .. ويمكن أن اقتبس في داخل الخبر ادعاء الشرطة، بالقول مثلا، “هذا وادعت الشرطة أن الشهيد قد حاول دهس اثنين من افرادها”… فالمهم هنا أن الجيلاني استشهد، أكثر بكثير من أنه حاول دهس جنديين.. (هذا على اعتبار ان الخبر صادق أصلا، ونحن متيقنون أنه ليس كذلك)..
لكن العرب وبكل ثقة يقول في العنوان الرئيسي “استشهاد شاب خلال محاولته دهس جنود”.. فما هو الانطباع الذي سيتكون لدى القارئ من قراءة هذا العنوان؟؟؟
وينك من زمان…. افظحهم وانا بدي اساعدك.