كيف غطّت المواقع الاخبارية العربية هجوم الشرطة الاسرائيلية على الأقصى؟

قيام الشرطة الاسرائيلية الاحتلالية في القدس المحتلة باقتحام المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين أمر يتكرر. ونحن نعتبره مقياساً جيدا من خلاله نفحص مدى التزام المواقع الاخبارية العربية بثوابتنا الوطنية.

اليوم الجمعة 6.9.2013 اقتحمت قوات الشرطة الاسرائيلية المسجد الاقصى فورا بعد انتهاء صلاة الجمعة، وهاجمت المصلين بقنابل الغاز والقنابل الصوتية والهراوات.

فيما يلي مقارنة مصورة للتغطية التي حظي بها هذا الهجوم بين المواقع الاخبارية الثلاثة الأكبر ، وهي : بانيت، العرب، وبكرا . بعد الصور هناك استنتاجات ملخصة.

أولا: موقع بانيت 

لاحظوا أنه في بداية الخبر يقول “افاد مراسل موقع بانيت”.. لكن كل ما يلي في التقرير هو بناء على بيانات الشرطة الإسرائيلية وروايتها للأحداث، وليس حقاً بناء على معاينة لمراسل تواجد هناك.

الخبر كما يظهر في الصفحة الرئيسية

 

الخبر كما يظهر كاملاً

 

موقع العرب

لاحظوا أنه في الواجهة الرئيسية (الصورة الاولى) يحمّل المسؤولية للمصلين ويتبنّى رواية الشرطة بأن من بدأ الهجوم هو المصلون الذين “رشقوا الحجارة” ، بينما تظهر الشرطة بمظهر الضحية التي دافعت عن نفسها.
أما في داخل الخبر، فمرة أخرى، يتبنّى موقع العرب رواية الشرطة كاملة، والتي تتهم المصلين بالبدء في مهاجمة الشرطة التي ردت بالقنابل “دون حدوث أي إصابات” (!!!).

الخبر كما يظهر في الصفحة الرئيسية

 

الخبر كما يظهر كاملاً

 

 

موقع بكرا 

في الواجهة الرئيسية (الصورة الاولى) يتجنّب موقع بكرا تبنّي رواية الشرطة الاسرائيلية الاحتلالية، مع انه يعود ليتبنى رواية الشرطة تحت العنوان (“سيطرت الشرطة … مع توقف رشق الحجارة”).

أما في داخل الخبر، فمرّة اخرى: يتبنى الموقع رواية الشرطة بحذافيرها: المصلّون اعتدوا على الشرطة والشرطة وهي الضحية ردّت بقنابل الغاز ودافعت عن نفسها، ولم تقع اي اصابات.

الخبر كما يظهر في الصفحة الرئيسية

 

الخبر كما يظهر كاملاً

 

 

لكن ماذا كانت حقيقة الأحداث؟ 

نلاحظ أن أيا من هذه المواقع لم يوفد مراسلاً للأحداث ليتحقق من ما حصل وينقل الصورة الصحيحة، بينما لا تتردد هذه المواقع في إيفاد مراسل بل عدد من المراسلين لأحداث اقل أهمية وربما تافهة، مثل الحفلات وعروض الأزياء، بل إن منها مَن قام برعاية حفلات للرقص والأزياء وتغطيتها بصورة مبالغ فيها، بينما يعجز عن إيفاد مراسل واحد للمسجد الأقصى الذي يشهد أحداث يومية.

بالمقابل، (وبعكس الصحافة التجارية الصفراء مثل المواقع اعلاه) نلاحظ أن الصحافة الحزبية تغطّي هذه الاحداث بعين واعية ومسؤولية وطنية.

موقع فلسطينيو 48 مثلا، التابع للحركة الإسلامية، نقل الخبر كما حصل، ولم يتبنّى رواية الشرطة، بل بناء على رواية حيّة لمراسلة الموقع التي يظهر اسمها في الخبر “منى قواسمي” ، وأكد الخبر أن “تفيد مراسلتنا” ، وليس نقلا عن بيانات الشرطة الإسرائيلية التي ثبت كذبها في كثير من الأحيان.

كما أن الصورة الرئيسية للخبر تُظهر انحيازا واضحا للشعب الفلسطيني إذ أن العنوان هو “الوحدات الخاصة تقتحم الاقصى وتطلق قنابل الغاز” .. وليس كما نقلت المواقع الأخرى “رشق حجارة والشرطة تسيطر على الوضع” . كما أن الصورة تُظهر أحد ضحايا هجوم الشرطة على المصلين، لتأكيد كذب الشرطة وقولها انه “لم تسجل أي إصابات” كما ورد في بيانها التي سارعت المواقع المذكورة بنشره دون التحقق منه.

الخبر كما يظهر في الصفحة الرئيسية

 

الخبر كما يظهر كاملاً

 

 

موقع عرب 48

* من باب الإنصاف اردت نقل كيفية تغطية موقع عرب48 للأحداث، وهو الموقع التابع للتجمع الوطني الديمقراطي. لكن حتى هذه اللحظة (ساعتين بعد انتهاء الأحداث، لم يتم نشر أي شيء عن الأحداث وهجوم الشرطة على المصلين في الأقصى).

تعديل: بعد حوالي 3 ساعات نشر موقع عرب 48 عن الحدث، وكما هو متوقع، انحاز أيضا للشعب الفلسطيني وثوابته وأكد ان الضحايا هم من المصلين ويظهر من طريقة صياغة نص الخبر أن الموقع يحمّل الشرطة المسؤولية الهجوم والاعتداء.

الصورة الخارجية للخبر:

 

ويبقى السؤال الذي مللنا من تكراره: ما هو الحل، وكيف نقنع هذه المواقع والوسائل الاعلامية التي على شاكلتها، أن الشرطة

الاسرائيلة الاحتلالية التي نهبت أرضنا وهجرت شعبنا، لن تصدُق معنا ولن تعترف أنها اعتدت على ابنائنا ومساجدنا وكنائسنا ؟؟؟