(فيديو) الصنارة وبانوراما وكل العرب تحتفل احتفاءً بعيد استقلال الدولة الصهيونية

إذا، بالنسبة لصحيفة الصنارة، وحين يتعلق الامر بالفلوس والربح المادي، تتحول “ذكرى النكبة الفلسطينية” الى “عيد الاستقلال” .. اي ان هذه الذكرى هي بالنسبة للصحيفة والعاملين في “الصنارة” ليست مناسبة حزن وتذكـّر للشهداء الذين سقطوا دفاعا عن فلسطين، بل هي مناسبة فرح تستوجب “اقامة حفلات شواء احتفاء بهذا العيد“… هذا ما قالته ناطقة باسم صحيفة الصنارة.

جاء هذا في تقرير قامت القناة الاسرائيلية الثانية ببثه أمس. موضوع التقرير هو حملات الاعلانات التي تقوم بها الشركات التجارية الاسرائيلية عشيّة ما يسميه الاسرائيليون “عيد الاستقلال” ، اي استقلال دولة اسرائيل، وهو استقلال لم يحصل إلا بعد قتل آلاف الفلسطينيين، وتشريد وتهجير وتشتيت مئات الآلاف، هدم مئات القرى ومصادرة الارض بعد ا

غتصابها وطرد أهلها.

من جهة يرصد التقرير المصوّر موقف وسائل اعلام يهودية متزمّتة (חרידית) والتي ترفض نشر اعلانات عن حملات تجارية خاصة تحت عنوان “حملات خاصة لمناسبة يوم الاستقلال” وذلك لاسباب أيديولوجية ودينية.
ومن جهة أخرى يقارن التقرير ذاك الموقف، بموقف بعض وسائل الاعلام العربية، والتي لا ترى اي مشكلة في ذلك. أي انها لا تجد مشكلة في نشر الاعلان التجاري تحت عنوان “حملة خاصة لمناسبة عيد الاستقلال” !!! وبكلمات اخرى، فهي توافق وتعترف بأن ذكرى النكبة، هي ذكرى الاستقلال، ضاربة بعرض الحائط الشعارات التي طالما رددناها “ذكرى استقلالهم هي يوم نكبتنا”..

يذكر التقرير ان صحيفة الصنارة، وصحيفة بانوراما، وصحيفة كل العرب قد وافقت على نشر تلك الاعلانات، تحت ذاك العنوان، وهو اعتراف واضح وصريح انها “عيد الاستقلال” لا “ذكرى نكبة الفلسطينيين”

---

صحيفة الصنـّارة

يضم التقرير تسجيلا صوتيا فيه نسمع صوت الناطقة باسم صحيفة الصنارة التي نلاحظ مدى تأثرها وانفعالها وحماستها للاحتفال بعيد الاستقلال!! في هذا الحوار الذي لا اجد الكلمات التي يمكنني بها وصف فظاعته !!

– الصحافية تسأل موظفة الصنارة: “هل هناك امكانية ان ننشر في صحيفتكم اعلانا عن حملات تجارية لمناسبة يوم الاستقلال؟ ”

– الصنارة: “طبعا، لا توجد اي مشكلة”.

– الصحافية: “حتى لو كان مكتوبا في الاعلان “حملة خاصة، تخفيض 30% لمناسبة يوم الاستقلال؟”

– الصنارة: ولمَ لا؟ [هل تعتقدين] اننا كعرب… أنني انا لا احتفل بالاستقلال؟ بل أنا احتفل واقيم حفلة شواء طيلة يوم الاستقلال، ما المشكلة في ذلك؟

 

ولو لاحظتم.. تبدأ موظفة صحيفة الصنارة بالقول ” هل تظنين اننا كعرب…” وكانت تريد القول ان العرب يحتفلون بعيد الاستقلال، ثم استدركت وقالت “هل تظنين اني أنا لا احتفل بالاستقلال؟”.. فقد تذكرت ان موقفها موقف شاذ يستحي كل عربي فلسطيني ان يفعله، ويخجل من ان يحتفل في ذكرى لا تعنيه له ولشعبه سوى المآسي والكوارث والظلم والدماء التي نزفت في ذاك اليوم المشؤوم.

 

“كل العرب” أيضا !!

والمؤسف ان السيد موسى حصادية مالك شركة “البستاني” للدعاية والاعلام، التي تملك صحيفة “كل العرب” وموقع “العرب” الاخباري، كما ظهر في التقرير يتبنى نفس الموقف، فقد ظهر وهو يدافع عن الموقف ويهاجم اليهود المتزمتين الذين رفضوا نشر تلك الاعلانات تحت ذاك العنوان لان في ذلك مخالفة لمبادئهم وعقيدتهم التي احترموها ولم يقبلوا بنشر ما يخالفها . وقد هاجمهم بالقول ” اننا (يقصد العرب) مختلفون عنهم، فنحن تقدميّون متنوّرون “..

فهل المحافظة على المعتقدات والثوابت هو تخلـّف وظلامية يا سيّد موسى، والتنكـّر لها وطعنها في الظهر هو التنوّر والتقدّم ؟؟؟؟
فأي “عرب” هم اللذين تنطق باسمهم صحيفة “كل العرب” ؟؟

 

موقع بانيت وصحيفة بانوراما

ورد في التقرير ان صحيفة “بانوراما” قد وافقت ايضا على نشر تلك الاعلانات تحت عنوان “لمناسبة عيد الاستقلال”، مع ان التقرير لم يتضمن تسجيلا صوتيا يشير لذلك كما هو الحال مع صحيفة الصنارة وصحيفة كل العرب. وذلك ليس جديدا ولا مستبعد أصلا، نظرا لما رأيناه ونراه (اضغط هذا الرابط لمطالعة ما رصدناه في موقع “بانيت” )

 

ما هي المشكلة؟

كل الاحزاب السياسية العربية، اسلامية وقومية وشيوعية، وكل انسان فلسطيني في فلسطين وفي السويد وفي البرازيل وفي الصين، بل وكل انسان صاحب منطق سليم في العالم، يقول ان ما حصل في 1948 نكبة ومأساة وكارثة عظمى بحق البشرية، لكن وفي لحظة واحدة تتحول هذه الذكرى إلى “عيد استقلال” في تلك الصحف ، لقاء حفنة من الشواقل والدولارات التي سيحصلون عليها مقابل الاعلانات التجارية ؟؟؟؟

وللمفارقة، وحين تبدأ الصحافية معدّة التقرير بالحديث عن الصحف “العربية” التي وافقت على نشر تلك الاعلانات التجارية، تظهر صورة قرية عربية وفي واجهتها صورة لمئذنة ومسجد وبجانبه اشجار الزيتون ونبات الصبار..علما أن اشجار الزيتون والصبار هي كما يراها الفلسطينيون من أرسخ رموز النكبة التي حلت بشعبهم، ففي كل مكان توجد فيه هذه الاشجار، هي علامة انه قد سكن فيه فلسطينيون قبل ان يهجّروا وتهدم بيوتهم ومساجدهم في عام النكبة!

 

ماذا اقول؟؟ ماذا تقولون ؟

 

---

 

صورة تعبّر عن عقيدة هؤلاء القوم !! مساهمة قيّمة من الاخ صديق الموقع عمار يونس.
( اضغط عليها للتكبير )