بالامس استمعت لاذاعة الشمس، في واحدة من المرات القليلة جدا التي استمع اليها فيها. مقدم البرنامج (اعتقد انه زهير بهلول) كان يحاور ضيفا باللغة العربية، لكن من لهجته كان واضحا انه يهودي يجيد العربية.
كان الضيف يتكلم عن الثورات العربية وخاصة في سورية، عن سلوك الثوار هناك وعن طريقة تعامل الشرطة معهم، وعن التقسيم الطائفي (سنيين-علويين-دروز)، وعن اشياء اخرى كثيرة، وببساطة أعطى تحليلا اسرائيليا مخابراتيا بامتياز، حول الثورات وكيف يجب أن تكون.
هذا الأمر اثار فضولي، وانتظرت لحين انتهاء المقابلة، حين قام مقدم البرنامج بشكر الضيف وذكر اسمه: دكتور أيال زيسر (אייל זיסר).
لم يتطلب الامر كثيرا من البحث. هذا الرابط من الموسوعة ويكيبيديا يظهر الكم الكبير من الابحاث التي قام بها زيسر: كلها ابحاث بطابع مخابراتي تتناول الاوضاع في سورية، وترصد حزب الله والخطر الذي يشكله على اسرائيل.
أكثر من ذلك، في مقالة نشرت في الصحيفة الاسرائيلية الشهيرة “هَآرتس” (الأرض) يقول كاتبها الصحافي “عيدان رينغ” من جملة ما يقوله (اترجمه للعربية):
البروفيسور ايال زيسر وهو رئيس قسم علوم الشرق الاوسط في جامعة تل ابيب هو شخص معروف للناس من ظهوره على التلفزيون كمحلل، ومن مقالاته التحليلية التي تنشر في مواقع الانترنت. لكن ما هو غير معروف، ولم يُذكر أبدا، هو أن زيسر، الى جانب نشاطه الاكاديمي، ناشط أيضا في المجال العسكري. فهو يشغل منصبا عسكريا عاليا وحساسا في وحدة من وحدات النخبة. هو مسؤول عن الدورات التعليمية فيها، ومن المقربين لقائد هذه الوحدة.
وفي نفس المقالة، يقول د. غيل أيال (גיל אייל) وهو عالم نفس يدرّس في جامعة كولومبيا في نيو يورك:
هذا النوع من العلاقة الاكاديمية والعسكرية هي التي تُملي على الباحث الاكاديمي طريقة البحث وموضوعاته.
وهذا معناه، أن البروفيسور زيسر يكتب أبحاثه ويُعدها بطلب من جيش الاحتلال الاسرائيلي وجهاز المخابرات التي يعمل فيها، وبناء على ابحاثه وتوصياته تتحرك الاجهزة الامنية الاسرائيلية باذرعها المختلفة: تضرب هنا وتحتل هناك. فهو اذا ممن يرسمون الاستراتيجيات الاحتلالية والقمعية..
فهل نستضيف رجلا كهذا يشرح لنا عن ثورات التحرر العربية يا حضرة اذاعة الشمس، وحضرة السيد زهير بهلول؟؟
كثُرت في الآونة الأخيرة إشراك (ضيف) صهيوني في البرامج الإعلامية العربية وتلبيس ذلك صبغة عن حرية التعبير والرأي الأخر.. الخ
كان العرب ساذجين عندما تم الأحتلال وبعد اكثر من 60 عقداً مازالوا ساذجين.
لا يمكن لآي صهيوني ان يكون عادلا، ولا يمكن أن يكون بريئاً او محايداً.
شكراً على مجهوداتك وبارك الله فيك وجزاك خيراً.
واللهِ حقا انها لمهزله .. وماذا تنتظر يا اخي من الاعلام العربي المتودد للمؤسسه الصهيونيه في الداخل الفلسطيني الجريح .