في 25.1.2010 قامت لجنة المتابعة العليا بعقد اجتماع مع محرري أو ممثلي وسائل الإعلام العربية التي تعمل داخل الأراضي المحتلة عام 48. وقد جاء في الدعوة ما يلي، وهي عمليا نفس النقاط التي خرج بها الاجتماع كتوصيات للعمل بها:
يأتي هذا الاجتماع ضمن الاستعدادات وتعزيز الجاهزية لمواجهة التحديات الوجودية التي تواجه الجماهير العربية وفي مقدمتها قضية هدم البيوت العربية وقضية الأرض والمسكن، والملاحقات السياسية لقيادات الجماهير العربية والتي بلغت أوجها في قرار المحكمة الإسرائيلية بسجن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الاسلامية وقضية القدس والأقصى.
واذ يجري الإعداد لإطلاق حملة شعبية متعددة المسارات في مواجهة التحديات الخطيرة، فإننا نرى أهمية قصوى لدور وسائل الإعلام العربية والإعلاميين العرب، في خلق حالة صمود معنوي وجاهزية كفاحية وفي تقاسم المسؤوليات والمهام على أساس تكاملي ووحدوي.
تعالوا إذا لنرى كيف طبقت وسائل إعلامنا ما تم الإجماع عليه
أنا أحترم موقع بانيت في مواضع كثيرة، مثل ترفعه عن الفحش والانحطاط الأخلاقي في موقعه، ولكن للأسف، لم تكن الأحداث المصيرية التي تمر بها القدس خلال الأيام الماضية خطيرة وجدية بشكل كافي لأن تجعل موقع بانيت يرسل مراسلا يقوم بتصوير الأحداث ويوثقها بالفيديو ويجري مقابلات مع الناس التي تصدت للاحتلال بأجسادها وأرواحها. ربما القدس بعيدة جدا ويصعب الوصول إليها. لكن إن تعلق الأمر بحفلة في عمان، أو بمباراة في القاهرة، فلا مشكلة في أن ترسل بانيت “موفدا” لها ليصور الأحداث ويوثقها، ويلتقط الصور التذكارية أيضا ! وهذين مثالين بسيطين.
قد يدعي موقع بانيت أنه كان هناك مراسلين له، بل ويكتب أسماءهم. لكني انا شخصيا كنت هناك وكنت ممن كادت الخيل أن تدوسهم وممن اختنقوا من الغاز “المسيل للدموع”، ولم أر مراسلا لبانيت أبدا، والمراسلون الثلاثة الذين كانوا هم مراسلون أعرفهم وأعرف لأي جهة يعملوا. وأما “أسماء مراسلي بانيت” التي تدرج في بداية الاخبار حول القدس، فهم أجروا اتصالات مع ناس في المنطقة، وقاموا بتقرير ذلك لبانيت، لكنهم أبدا لم يحضروا ولم نر وجه أي منهم.
وأكثر من ذلك، لاحظوا هذا الخبر:
هل يعقل أن اصحاب قضية، يقومون بإدراج أقوال الشرطة في أول الخبر، وكأن الشرطة هي رمز الصدق والمصداقية، والتي تقول :
“قال قائد الشرطة العام الجنرال دودي كوهين في تقييم للوضع، أثناء تواجده في ساحة البراق: ن هنالك مواجهات واخلال بالنظام, ولكن هذه ليست انتفاضة ثالثة.الشرطة سوف تكون منتشرة وجاهزة بقوات معززة في محيط المسجد الاقصى حتى يوم الجمعة. نيتنا هي اعادة الهدوء الى المكان حتى يوم الاحد”
وكأن العرب هم المخلون بالنظام وهم الخارجون عن القانون وهم مثيروا الشغب، والشرطة، هي الحريصة على مصلحة الشعب وعلى أمنه وسلامته!! جيد أنهم على الأقل كتبوا ساحة البراق وليس “ساحة المبكى”
______________________________________________
بعد عودتنا من القدس ذلك اليوم، ورغم انهاكي الشديد بسبب ألم في رجلي وبسبب الركض المتواصل من زقاق إلى زقاق، تحت وابل القنابل والوقع حوافر الخيول البوليسية، إلا أني أصررت على مطالعة مواقعنا “الاعلامية” العربية وكيف تبدوا مساء ذاك اليوم الدامي. أما موقع الصنارة فهذه كانت واجهته:
انتبهوا أن كل أحداث الأقصى تم اختصارها بخبر واحد يظهر في الواجهة، وهو للمفارقة “إصابة جندي بإطلاق نار” ! يعني كل الاصابات بالعشرات للمواطنين الفلسطينيين العزل من القدس ومن الداخل، ما في خبر عن أحداث القدس إلا خبر إصابة الجندي بإطلاق نار، الي هو أصلا مش معروف أصله من فصله ، والأغلب انه مش صحيح؟؟؟
______________________________________________
بعكس الصنارة، قام موقع بكرا بتغطية بعض الأحداث، لكن مرة أخرى، الاخبار وطريقة صياغتها لا ترقى لكونها أخبارا تعبوية تحضر الناس لما هو آت، وتنبههم أن العنصرية في هذه الدولة باتت في درجة الغليان. كما أن جانبا مهما جدا، وهو توثيق الأحداث بصورة ذاتية، إي إرسال مراسلين لمناطق المواجهات لتوثيق بربرية الاحتلال ووحشية عناصر الشرطة، وكيف تصدى أبناء الحركة الإسلامية بصدورهم العارية للقنابل والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط، وكيف جسدوا مثالا حيا للتضحية في سبيل الوطن والأرض والمقدسات والكرامة… كل هذا لم يحظ باهتمام موقع بكرا لتكرس له مراسلا يرصد المستجدات في ساحات الأقصى المغتصب.
______________________________________________
موقع العرب لا يختلف عن زملائه، فهو الآخر لم تسمح له إمكانياته بإيفاد مراسل إلى القدس يقوم بتغطية الاعتداءات على المسجد الأقصى وعلى من توجهوا إليه ليصلوا فيه. لكن يظل حاله ألطف من حال إخوانه، فمن يتابع العناوين التي يضعها موقع العرب يلاحظ بعضا من الانتماء والالتزام فيها بالقضية، مع أنه في أحيان كثيرة أخرى “بخربها عالمزبوط”.
هذه الصورة لخبر من موقع العرب. صحيح أنها مأخوذة من “المنتديات”، وليس محرروا الموقع مسئولين عنها، لكن هذا أيضا قد نعتبره خطوة إيجابية من طرفهم، أن يظهروا عنوانا كهذا في واجهة الموقع.
______________________________________________
رادار قام بتغطية الأحداث بشكل جيد وبنوع من الانتماء الوطني. ولا يمكن أن نحمل على رادار عدم إرساله موفدا للقدس لتغطية الأحداث، فهو لا يزال موقعا ناشئا ربما ليس لديه العدد الكبير من المراسلين، ومع ذلك نقول إنه كان من الممكن أن يتم تحويل أحد المراسلين المحليين إلى القدس لتغطية الأحداث، أو ان يقوم الاستاذ جمال أمارة محرر الموقع نفسه بالتوجه لهناك، وقد عرفناه صحافيا نشيطا، خاصة وأن هذه الأحداث ليست مجرد أحداث عابرة بل هي أحداث مصيرية مطلقة.
صورة من موقع رادار. خبر نلمس في عنوانه انتماء وطنيا.
سنواصل رصدنا… ونأمل أن يكون في هذا بعض من التغيير المنشود..
ما احوجنا إلى هكذا نقد إعلامي .. !!
بصراحة ادهشتني لما قلت : أنا أحترم موقع بانيت في مواضع كثيرة، مثل ترفعه عن الفحش والانحطاط الأخلاقي في موقعه !!
ولن اعلق كثيرا على هذا بل ساقول انني كنت مقاطعا لموقع بانيت منذ فترة طويلة ، ولما رايت موقع مثل فلسطينيو 48 لا يكفيني .. دخلت رادار وبانيت واعجبني ان التغطية كانت فوتوغرافيا جيدة .. !!
وضع الصحافة في بلادنا كارثيا، اما هدف مادي او حزبي للاسف !! وفي مثل هذا الوضع لا بد وان يتولّد .. صحفيون مواطنون .. أي مدونون !!
على كل ٍ .. بارك الله فيكم وننتظر البقية ..
والحمدلله على سلامتكم
دمتم في خدمة الإسلام !
قارن بين تغطية خبر اخر
http://www.marmar.co.il/news.aspx?cid=190&aid=694
http://www.ashams.com/article.php?id=53835
وهناك موقع اخر لم اعثر عليه مجددا يغطي الخبر بصورة مغايرة تماما و يقول على لسان ابو الطفل انه لا يخاف من الشرطة و انهم سوف يظلون يشاركون بالمظاهرات
أهلا بك أخي عمر وشكرا لإطرائك.
في الحقيقة أنا فعلا ألمس بعضا من المحافظة في توجه موقع بانيت، طبعا لو قارناه بغيره مثل العرب وبكرا. هذين الأخيرين باتا يقطعان حدودا كثيرة من الناحية الأخلاقية، لم يقترب منها موقع بانيت حتى.
أنا واعٍ لحقيقة أن موقع بانيت يبدع في جوانب أخرى كثيرة، لكن للحق يجب أن ننصفه ونذكر مناقبه ومثالبه.
في النهاية أستاذ معاذ, لا أرى ملاذا من متابعة مواقعهم, خاصّة أنّ وضع الصحافة هُنا كارثة يرثى لها!
أعتقد أننا مسؤولون عن تمرير الإرشادات اللازمة للمتصفحين, وأعتقد أيضا أننا بدأنا بذالك من خلال تدوينتكم الكريمة هنا
شكرا لك 🙂
حياك الله وبياك يا عمر وانت مدعو للكتابة أنى شئت