أخبار عاجلة
بما اننا متأكدون ان المقالة ستعجبك، اضغط "لايك" من الآن :)




حين تُزاحم الخدمة المدنية الانحلال في إعلامنا المحلي

لم تكتف – بعض- وسائل الإعلام المحلية في الداخل الفلسطيني  – والتي تتعرض لانتقادات لو نزلت على جبل لتصدع وتشقق- بنشر الرذيلة وسبل الانحطاط الاجتماعي، من دعوة إلى الشذوذ، والانسلاخ عن القيم والعقيدة، وتمهيد طريق الانحلال أمام من ابتغاها، حتى وصل الأمر إلى الترويج للخدمة المدنية والدعوة إلى اللحاق بركب ” العرب الجيدون “.

انه من العار والشنار أن يسقط القانون الذي يدعو إلى إرغام العرب على أداء الخدمة المدنية -في الكنيست التي صار شغلها الشاغل تشريع القوانين العنصرية ضد العرب- بأغلبية ساحقة – بصرف النظر عن أبعاد ذلك – بينما تسعى بعض وسائل الإعلام المحلية التي لم تدع بيتًا من بيوتنا ولا زاوية من زواياها إلى دخلتها، إلى الترويج لهذه الخدمة والدعوة إليها، مُقابل دراهم معدودة وشيء يسير من الأموال.

فبدلا من أن تقف هذه الوسائل إلى جانب الشعب الفلسطيني بالداخل، وتوجهه نحو الرشاد وتثقفه، وتنشر العلم في ربوع بلاده، وتنبهه مما يحاك له في الخفاء، فضلت بيعه وبيع قضيته بشواقل قليلة، لا تسمن ولا تغني من جوع.

المُفارقة المضحكة المبكية في الوقت نفسه، هو نشر إعلان وزارة الداخلية الاسرائيلية الذي يعدد مناقب الخدمة المدنية، ويجملها في عيون شبابنا على مثالبها، ونشر خبر يدعو إلى اخذ الحيطة والحذر من هذه الدعوات، في آن واحد.

ما سلف ذكره، إن كان يدل على شيء، فإنما يدل على أمرين أحلاهما مر، فلقد تعلمنا وعلمنا أن لوسائل الإعلام دور خطيرة في توجيه الشعوب وخلق الرأي العام لصالح السلطة، دون اخذ المقابل المادي بعين الاعتبار في معظم الحالات، لخدمة أغراض سياسة، هي في إبعادها اربح من المال.

ولكن، ما رأيناه من مفارقة في نشر دعوة للخدمة المدنية، وتحذير منها في وقت واحد، لهو دليل على أن هذه الوسائل :

1 – تعمل من اجل المال، والمال وحده، فهي أصلا لا تروج للسلطة دون مقابل، ولا تمانع بالترويج لقاء ثمن زهيد، أي أنها وسائل بنيت على غير عقيدة أو سياسة محددة مرسومة، سواء لدعم السلطة أو مراقبتها والتحذير من مخططاتها، 2- أن هذه الوسائل تستتفه عقول زوارها وتستخف في قدرتهم الذهنية، فتنشر إعلانين متناقضين في الوقت ذاته.

هناك تحليل ثالث، مع أننا لا نرجحه، لان وسائل الإعلام العربية في الداخل لم ترق إلى هذا المستوى من الحنكة والتدبير بعد، حيث لا يهمها سوى المال، وهو عنصر البلبلة، حيث إن نشر إعلانين مختلفين في آن واحد، – لو كان في وسيلة أخرى قادرة تحمل فكرا وسياسة- لا يدع مجالا للشك سوى أن المخطط يهدف إلى بلبلة الجماهير والزوار ووضعهم في حالة تخبط، وخاصة الجيل الشاب الذي بات لا يفرق بين حسنات الخدمة المدنية وسيئاتها.

في السابق، تركزت جهود هذه الوسائل على بث الرذيلة والشذوذ والانحطاط في مجتمعنا المحافظ، فدعوناها إلى الرجوع والإنابة، ولكن ما من مجيب، وبقي في القلب أمل في الإصلاح والتغيير، ولكن بعد أن أعقب ذلك، دعوات إلى الخدمة المدنية واللحاق بركب ” الجيدون” لم يبق لنا سوى الدعوى إلى الحذر والمقاطعة، وتغيير الواقع بالسبل المشروعة، لأننا ندرك حجم الخطر المحدق بنا، جراء وسائل إعلام باعت النفيس بالخسيس، وفضلت اللحاق بقافلة إبليس، فالحذر الحذر.

اعلان ترويج للخدمة المدنية. وللمفارقة، تحته الاعلان المناهض للخدمة، في موقع العرب
تصوير عبد الله زيدان

اعلان الخدمة المدنية وتحته الاعلان المناهض للخدمة، في موقع العرب تصوير عبد الله زيدان

اعلان ترويج للخدمة المدنية الاسرائيلية في موقع بكرا
تصوير وئام بلعوم

اعلان ترويج الخدمة المدنية الاسرائيلية في موقع صحيفة الصنارة
تصوير موقع رادار

اعلان ترويج للخدمة المدنية الاسرائيلية في موقع الصنارة

Fill out my online form.

يمكنك دعم الموقع بمجرد زيارة هذا الاعلان


شاهد أيضاً

الرسائل المبطّنة في بيانات الشرطة الإسرائيلية وإخفاق إعلامنا المحلّي في معالجتها

فيديو يرصد نموذجاً من الرسائل المبطنة التي تحتويها البيانات الصحافية التي تطلقها الشرطة الإسرائيلية والتي تتلقفها وسائل الإعلام التجارية في الداخل الفلسطيني وتنشرها دون أي تحرير ومراعاة وانتباه لكثير من الدسّ الذي تحتويه.

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ..

    التحليل الثالث راق لي كثيراً

    وهذه مواقع للأسف تجري وتلهث وراء المال فقط ..

    مقال جميل

    دُمتَ ودام قلمك 🙂

ما رأيك بما قلتُه؟ أسعدني برأيك !!